مقالات صحفية


انعطافات وروائح تزكم الأنوف فهل الجنوب مع زائر جديد؟

الإثنين - 06 مايو 2024 - الساعة 06:36 م

سعيد أحمد بن إسحاق
الكاتب: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


تتصاعد الدخاخين على الجنوب وأصبح الناس في تخبط ولا يدري الي أي طريق يهتدى، والى من يتحدث لعله يجد ضالته بين تلك العصرات، فقد ذاكرته فيمن معه وفيمن عليه، ولم يعد يستذكر عن عدد الركعات في صلاته ولا يدري ما يقوله اثناء الركوع والسجود، فقد نسي وجوده كإنسان فمن عمل فيه ما نرى؟ إن المشاهدات تنذر بالويل في ظل تخبط نجهل مصدرها وتخمينات معجونة المذاهب، وأطروحات بين دهاليز المعاصر مخمرة لا تتوقف فاحت خميرتها أكثر ما كنا نتوقعه،ولدت فينا الحموضة، فليست البيئة كما نعهدها فما الذي تحمله الأيام القادمة لنا؟
فقد رأينابالآونة الأخيرة وجوها تتحرك بعد أن كانت نائمة، فأي نوع من الاشعاعات إليها توجه؟ ومن يحركها؟ وفي أي ركن تتواجد؟ وكيف تسير؟ نحن هنا بالجنوب ليس معنا إلا السؤال بعد السؤال نطرحه حتى أزدحم بها المكان ،فكان الاختلاف منهجه، في ظل انعدام الجواب من اصله، وما لنا للويلات نذهب؟ ألا لحرب 94 من تأثير للحالة النفسيةفينا؟ لماذا أذن التجاهل سمة قد ألبسوها للجنوب دون المناطق الأخرى؟ أليست الفتاوي التكفيرية كبيرة من الكبائر العظمى حين تصدر على شعب كامل من علماء صنعاء واصبح بفتواهم شعب الجنوب سبايا واموالهم غنائم ودمائهم حلال بسفكها بحكم المرتد الذي اجاز الاسلام قتله، فأين ردة فعل الدول الاسلامية؟وموقف جامعة الدول العربية في حينها؟أليس بذلك كافيا؟! لم يرى الجنوبيون انعقاد مؤتمر اسلامي طارئ ولا اجتماع لجامعة الدول العربية بذلك وبالتالي موقفا جادا بشأن فشل الوحدة بين عدن وصنعاء وعودة الدولتين الى الحدود المعترف بها قبل وحدة 22/مايو/1990م؟ إنه تجاهل لا مبرر له،مما جعل الشعب الجنوبي امام فوهة المدفع،ففقد الكثير الكثير من قياداته وابنائه القلوب من أجلها دامية،وفقد ارضه وبحره وثرواته وتقدمه ونهضته، وعودته الى الجهل والافقار والتجويع وعدم الاعتبار حتى من بعض الدول.. لذا يتساءل المرء فينا عن هؤلاء الذين يناصرون التكفيريين من بني جنسنا متناسيا بانه كافر ومرتد بموجب مفتيين صنعاء، ألهم بالتنصير ذرع أم للتشيع باع أم أن معتقداتهم بالدين التجاري نصيب؟ فهل هم بهذا جنوبيون أم به عرق مكتسب نكون بهم بلينا؟ وهل للسحر طلاسم على العقول تتقلب؟ فما لهذا الاستغفال والاغفال فينا؟ فإلى متى يظل على الاجواف كتم وعلى الصدور ثقل ضاغط؟ لم نجد من يجيب، غير ارهاصات للألام تزيد، وتعويذات للمريض لا تفيد، ونقاشات جوفاء اعتراها الزعيق.


العالم يتشكل بهدوء من جديد و عرب الجنوب يدمر بالضجيج، فماذا بالضبط يريد؟ أما زلنا نتفنن على التقليعات مرة بالمكونات ومرة بالتجمعات واليوم بالزمرة واللقاءات، والاضراب والاعتصامات، فأبحثوا عن الانساب فالنسب علم بكل تأكيد،وعن الاسباب لعلنا نجد بين طياتها تفنيد،يبدو أن الجنوب مقبل على عصيان من طراز جديد؟فكل الاحتمالات واردة طالما ان الطابور مازال طويل، ومادامت الاعاصير تحمل اسم الاجنبي الغريب ، قد يخيب وقد يصيب ولكن الصواب به قليل،فالمعادلات معقدة والبيانات بها قصور، فالزحف الى الجنوب يسير والقانون بلا تعبير والنهج وحده بلا استقرار دائم التغيير فكل يوم له طريق ومسار ، فكيف اذن تكون للجنوب أجواء وإلى أين بالضبط نسير؟


إن الاعتماد على الوعود هراء.. اننتظر بلفور أن يقوم لنحظى بوعد منه او الى هتلر لاسلحته لنامنه يجود؟


اما كفت تلك الجرعات على الجنوبيين حتى اصبح الواحد فينا لديه من المناعة ما تكفيه؟ يسقط منا من يسقط، ويدفن منا من يدفن، ويخطف من يخطف، ويغيب من يغيب ويقال من يقيل،ويطلع من يطلع ويظلم من يظلم، ويحظر من يحظر، فلماذا لنا هذا يكون؟ولقوى الاحتلال العتاد والعدة، والاستماع له الى عقر داره نأتي.. لم ينجو من ضرباته أرض ولا بحر؛ ومن غرائب الأخبار انه من الاسطول الامريكي يضرب ومن مقاتلات بريطانيا يرمى.. ونحن من شاشة التلفاز نشاهد تصاعد النيران نتاج ما يحدث، فهل هذه حقائق أم هي دبلجة للمشهد؟ لان الأثر بها معدم وبحرنا العربي به فزع وصيدنا للأقليم يلجأ فكيف لأرضنا من العدو ينزح؟ أليس هذا بالاعراف الدولية إنتهاك؟ نحن بأرضنا لا نحكم وإنما تحت الوصايا ندور.. فماذا تقول في شعب في غمضة عين معتقل؟ فهل بين دساتير الامم بند أو تصنيف كهكذا وضع؟ أم أن القدر أوجدنا بميزان بلا معيار؟
كثيرة هي الأسئلة في وطني ولكنها بلا جواب وبلا عنوان.. الوحيدة التي تعطى لك بالمجان في كل مكان ودكان، فالداء الذي دب الى جسم الوطن انما نبع من هذا المكان بالذات، ولا جدوى من اي محاولة تكون بعيدة عن مكمن الداء


فالفساد الذي ينتشر اليوم انما أنطلق من هنا حيث خطط الخلايا النائمة ومؤامرات قوى الاحتلال وأن من الخيانة الهروب من وجه هذا كله الى مكان آخر.
إن تجريد أبناء الجنوب من الحقوق الانسانية كلها إنما هو خطة تتسم بأشد انواع الظلم.


من أراد السلام الشامل فعليهم اولا أن يردوا الحرية للجنوب وأن لا يدنوا إليها بسوء، واننا نقبل العيش بلا طعام ولكننا لن نعيش بدون حرية.
ويظل السؤال قائما: متى الجنوب يقوم باختيار خياره ويحسم أمره في تقرير مصيره؟




الأكثر زيارة


مصدر في المركزي اليمني ينفي خروج اي عملة صعبة من البلد ، ويؤ.

السبت/18/مايو/2024 - 08:41 م

نفى مصدر مسؤول في البنك المركزي اليمني صحة الأنباء المتداولة عن خروج مبالغ مالية كبيرة من الريال السعودي عبر مطار عدن الدولي إلى مدينة جدة بالمملكة ال


آخر مستجدات كهرباء العاصمة عدن.

السبت/18/مايو/2024 - 09:51 م

نشر نوار أبكر مسؤول أعلام كهرباء العاصمة عدن، عبر حسابه على فيسبوك، مستجدات كهرباء عدن، والوقود الخاص بها إضافة إلى سفن وقود المازوت التي من المتوقع ت


الريال يسجل تراجع جديد مقابل العملات الاجنبية مساء السبت في .

السبت/18/مايو/2024 - 11:10 م

اسعار الصرف وبيع العملات الاجنبية مقابل الريال اليمني مساء اليوم السبت بالعاصمة عدن الموافق 18 مايو 2024 م الريال السعودي: الشراء = 452 البيع = 454 ال


سعر الدولار في عدن وحضرموت اليوم الأحد 19 - 5 - 2024.

الأحد/19/مايو/2024 - 12:10 م

حقق سعر صرف الدولار في العاصمة عدن وحضرموت اليوم الأحد 19 - 5 - 2024، نحو 1719 ريالا للشراء، مقابل 1731 ريالا للبيع. سعر صرف الدولار اليوم في حضرموت: