مقالات صحفية


الحرب على المعلم ..تهميش جيل وصناعة مستقبل مستعبَد(1-3)

الإثنين - 02 ديسمبر 2024 - الساعة 11:14 م

أدهم الغزالي
الكاتب: أدهم الغزالي - ارشيف الكاتب


في كل معركة تُشن على الأمة تتجلى أبرز أدوات السيطرة في استهداف التعليم، وما أدراك ما التعليم!؟ التعليم هو القلب النابض لأي نهضة أو حضارة وهو الحصن الأخير الذي يحمي الأمم من السقوط في هوة الجهل والتبعية وفي خضم هذه الحرب الشرسة يظهر المعلم كأحد أكثر الشرائح استهدافًا، يُهمّش دوره، ويُحرم من أبسط حقوقه، لتكون تلك خطوة أولى في مشروع طويل الأمد يرمي إلى سحق الأجيال القادمة واستعبادها.

ليس غريبًا أن تُشن حرب على المعلم فهو من يُنير عقول الأجيال ويُزرع فيهم بذور الوعي والفكر الحر وان تهميش المعلم وتجريده من أبسط حقوقه ليس مجرد إهانة شخصية للمعلم بل هو مخطط استراتيجي يسعى إلى جعل التعليم أداة تجهيل بدلاً من أن يكون وسيلة تحرر فالجيل الذي يُربى على أيدي معلمين محرومين من الكرامة والموارد سيخرج ضعيفًا مشتت الفكر وعاجزًا عن مواجهة تحديات الواقع.

إن محاربة المعلم هي في حقيقتها محاربة لجيل كامل، هذا الجيل الذي يُراد له أن يكون مجرد مستهلك لا مُنتج، تابع لا قائد، خاضع لا ثائر.

عندما يُحرَم المعلم من حقوقه الأساسية فإن ذلك ينعكس مباشرة على جودة التعليم مما يؤدي إلى إنتاج جيل بلا هوية أو وعي جيل تفتك به أفكار الانحلال واللامبالاة ويُغرق في مستنقع الاستهلاك الأعمى للثقافات الدخيلة والمنتجات المستوردة.

لا تقف هذه الحرب عند حدود التعليم فحسب بل هي جزء من استراتيجية كبرى تهدف إلى تفكيك أركان الشعب، فالشعب الجاهل هو شعب ضعيف يمكن السيطرة على موارده وثرواته بسهولة وهذا جزء من اطماع الاعداء لانه حين يصبح الجيل عاجزًا عن التفكير الناقد وغير مدرك لحقوقه يصبح القرار السياسي رهينة بيد قوى خارجية تسعى لفرض أجنداتها تُنهب الثروات، وتُباع السيادة بأبخس الأثمان، بينما يقف أبناء الوطن عاجزين عن إدراك ما يحدث.

إن ما يتعرض له التعليم وكوادره من تهميش هو جزء من عملية تجهيل ممنهجة تستهدف أجيالنا وتُزرع في عقول الشباب قيم العبودية العصرية حيث تُروج قيم المظاهر والاستهلاك ويُغيب الفكر النقدي وتُقتل روح الإبداع.

هذا التجهيل هو السلاح الأخطر الذي يفتك بالمجتمع بصمت ليجد نفسه ذات يوم مستعبدًا فاقد الإرادة بلا رؤية أو مستقبل.

رغم كل ذلك يبقى المعلم الأمل الأخير وهو الجندي الذي يُقاتل في معركة الوعي رغم كل الظروف..

إن دعم المعلم وإعادة الاعتبار لدوره ليس مجرد مطلب حقوقي بل هو ضرورة وجودية لمواجهة مشاريع السيطرة والتبعية فالأمة التي تحترم معلميها هي أمة تحترم ذاتها وتبني مستقبلها.

ختامًا..
إن الحرب على المعلم ليست حربًا فردية بل هي معركة ضد الأمة بأسرها وهي معركة وعي وكرامة ووجود علينا جميعًا أن ننهض لمواجهة هذا المخطط فالمعلم ليس مجرد فرد بل هو رمز النهضة وهو خط الدفاع الأول عن هويتنا وكرامتنا وسيادتنا.
والله المستعان..




الأكثر زيارة


انسحاب الرئيس الزبيدي من اجتماع مجلس القيادة .. ومصادر تكشف .

الخميس/26/ديسمبر/2024 - 12:04 ص

حملت مصادر جنوبية رشاد العليمي مسؤولية فشل مواصلة اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي المنعقد في الرياض منذ ايام وذلك عقب رفضه الاستجابة لعدة متطلبات منطقية


مصرع وإصابة 25 حـ.ـوثي في انفـ.ـجار عنيف هز معـ.ـسكرا بصنعاء.

الأربعاء/25/ديسمبر/2024 - 09:55 م

قالت مصادر محلية وإعلامية، أن معسكر تدريبي تابع لمليشيا الحوثي الإرهابية في منطقة الحيمتين بمحافظة صنعاء، شهد انفجار عنيف، أسفر عن سقوط 25 قتيلاً وجري


مسؤول بالمجلس الرئاسي يكشف عن تحرك عسـ.ـكري لحسم المـ.ـعركة .

الأربعاء/25/ديسمبر/2024 - 05:19 م

أكد ياسين مكاوي مستشار الرئيس اليمني، أن تطور الأوضاع في اليمن تأخر بسبب الظروف العالمية والتحولات الإقليمية التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية. و


الرئيس عيدروس الزبيدي يطلع على احوال محافظة ذمار.

الأربعاء/25/ديسمبر/2024 - 01:45 م

استقبل عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، محافظ محافظة ذمار اللواء محمد علي القوسي. واطّلع الزُبيدي من اللواء القوسي على الوضع الإنسا