مقالات صحفية


دغدغة المشاعر واستغلال العواطف في ظل أقنعة الفساد والمكر

الأربعاء - 15 يناير 2025 - الساعة 10:56 ص

عارف عادل أبو الخضر
الكاتب: عارف عادل أبو الخضر - ارشيف الكاتب


حين تصبح معاناة المواطنين مجرد ورقة تُلعب على طاولة المصلحة الشخصية، وحين يُستخدم وجع الناس وسيلة لتمرير أجندات خفية، ندرك أن الصراع الحقيقي ليس بين الحق والباطل فقط، بل بين المصلحة والقيم، وبين الصدق والأقنعة الزائفة.

"لا تقلي من أنت، دع أعمالك تتحدث عنك" هي عبارة تُحاكي جوهر النقاء الإنساني، لكنها سرعان ما تتحول إلى شعار أجوف على ألسنة من يتقنون التلاعب بالمشاعر. هؤلاء المسؤولون الذين يرفعون رايات الدفاع عن حقوق الشعوب، يعرفون جيدًا أن الناس، بما يحملونه من صدق وحسن نوايا، ينجذبون لأي صوت يدغدغ أحلامهم وآمالهم، حتى لو كان هذا الصوت يخفي وراءه نوايا خبيثة.

استغلال العواطف أدوات الأقوياء على حساب الضعفاء
إن القلوب التي تعاني من وطأة الحياة وقسوتها، تعيش في حالة عطش لأي أمل، لأي وعد بالخلاص. وهنا يظهر المتحدثون باسم "المصلحة العامة"، يرفعون شعارات الإصلاح والعدالة، يطرقون أبواب المعاناة ببلاغة زائفة، ويزرعون الأمل في أرض محروقة، بينما أهدافهم الحقيقية ليست إلا مكاسب شخصية.

تحت قناع المسؤولية والشرف، يتحول المسؤول إلى قائد "زائف"، يمتطي أكتاف البسطاء لتحقيق طموحاته، بينما تتهاوى أحلامهم مع مرور الوقت. فالوجوه التي لفحتها الشمس وانهكتها المعاناة، تندفع بصدق للدفاع عن قضية من ظنوا أنه يمثلهم، لتجد نفسها لاحقًا ضحية خداع ممنهج ومُتقن.

فن التنويم المغناطيسي السياسي
في عالم السياسة، يُعتبر "فن دغدغة المشاعر" مهارة يُتقنها الكثيرون. المسؤولون الذين يُتقنون هذا الفن يعرفون كيف يستخدمون الكلمات المناسبة في الوقت المناسب، وكيف يزرعون الوهم ويقدمونه على أنه حقيقة مطلقة. في هذه اللحظة، يدخل المواطنون في دائرة مغلقة من التنويم المغناطيسي، يدفعهم الأمل إلى تقديم كل ما يملكون، ليكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم كانوا مجرد أدوات في لعبة أكبر.

الصحوة المنتظرة
السؤال الذي يطرح نفسه متى تفيق الشعوب من سكرتها؟
الصحوة الحقيقية تبدأ عندما تدرك الشعوب أن الأعمال، لا الكلمات، هي المعيار الحقيقي للحكم على أي شخص أو مسؤول. عندما يفهم الناس أن المصلحة العامة لا تتحقق بالشعارات الرنانة، بل بالعمل الدؤوب، والشفافية، والمحاسبة، حينها فقط سيتم كسر الحلقة المفرغة.

على الشعوب أن تتعلم كيف تميز بين الصادق والزائف، أن تطالب بالحقائق لا بالأقوال، وأن تدرك أن المسؤول الحقيقي ليس من يتحدث عن حقوقهم، بل من يعمل بصمت لتحقيقها دون حاجة للخطابات والشعارات.

في النهاية، الأفعال وحدها من تتحدث، والأقنعة لا تسقط إلا أمام مرآة الزمن والوعي الجماعي للشعوب




الأكثر زيارة


طيران عدن يعلن عن موعد تدشين الرحلات رسميا في بلادنا ويعلن ع.

الأربعاء/15/يناير/2025 - 02:12 ص

في إطار الاستعدادات النهائية لإطلاق عملياتها التشغيلية، أعلنت شركة "عدن للطيران"، إحدى شركات مجموعة القطيبي التجارية، عن وصول المعدات الأرضية الخاصة ب


وداعًا حبيبة الملايين.. تويوتا تعلن رسمياً إيقاف إنتاج هذه ا.

الأربعاء/15/يناير/2025 - 04:21 ص

أعلنت شركة السيارات اليابانية الشهيرة تويوتا، عن قرار بوقف إنتاج أحدى سياراتها التي حصلت على شهرة واسعة في كافة الأنحاء، حيث وجهت صدمة إلى عملائها وعش


عاجل : صدور قرار رئاسي جديد.

الثلاثاء/14/يناير/2025 - 09:21 م

صدر اليوم قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رقم (٢٥) لسنة ٢٠٢٥م، قضت المادة الاولى منه بتعيين الاخ مصطفى احمد محمد نعمان نائبا لوزير الخارجية وشؤون المغت


فارس أنيس' المتهم بقتل' زوجته يتجول بحرية' في عدن 'والخطر يت.

الأربعاء/15/يناير/2025 - 11:30 ص

حادثة قتل المعلمة على يد زوجها المدعو فارس أنيس في عدن أثارت غضبًا واسعًا في الأوساط المجتمعية. وفقًا للمعلومات، فإن فارس، المقيم في حي القاهرة بمديري