مقالات صحفية


عدن بين الاحتفال بالنصر واستحقاقات التمكين

الخميس - 27 مارس 2025 - الساعة 12:20 ص

د.  أمين العلياني
الكاتب: د. أمين العلياني - ارشيف الكاتب


اليوم، ونحن نكتب بسطور من نور ونار، ننحني إجلالًا أمام انتصار شعبنا في الجنوب عامة، ومدينة عدن خاصة التي حوَّلت دماء أبنائها وأبطال التحالف العربي إلى شعلة أحرقت ظلام المشروع الصفوي الإيراني عبر أجنداتها المتمثل بالمليشيات الحوثية وأذنابها، وأضاءت درب العروبة نحو مستقبلٍ تُكلله السيادة والكرامة وحقًا لنا أن نقول: انتصرت العرب بمشروعها في ظل إخلاص حليفها الجنوبي الأمين بمقاومته وقواته وأمنه وقياداته.

إن عام 2025م ليس حدثًا زمانيًّا تجسدت فيه معركة الانتصار فحسب، بل هو عامٌ دُوِّن بحروف من ذهب في سجل التاريخ السياسي الجنوبي خاصة، والعربي عامة، حيث انتصرت إرادة الشعب في الجنوب، وتلاحمت دماء أبطاله وقواته مع دماء أبطال وقوات التحالف العربي، فكان ذلك التلاحم لوحة بطولية تُذكِّر العالم بأن العروبة لا تموت! ولم تموت! ولن تموت!.

لقد سقط مشروع إيران التوسعي في المنطقة لاسيما بعد أن امتد إلى أرض الجنوب ومواقعه الاستراتيجية عبر أدواته الحوثية وأذنابها في معركة انتصرت فيها الجنوب أرضًا وشعبًا بمساندة قوية من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ومعها الإمارات العربية المتحدة، فعلًا سقطت أسطورة إيران في المنطقة التي كانت أدواتها مليشيات الحوثي وأذنابها، وانهارت تلك الخرافة التي كانت تحلم بها إيران في التمدد في تلك المواقع الاستراتيجية الجنوبية، لكن اختلاط الدماء الجنوبية مع دماء شهداء التحالف العربي في كل أرض الجنوب الطاهرة والمقدسة كان الأيقونة البارزة في تتويج النصر معنويًا وماديًا وإرادة ومشروعًا.

ويعد هذا النصر الذي تحقق على جغرافيا الجنوب هو ثمرة أرض جنوبية بأبطالها وقواتها، وبمساندة عربية قوية برًا وبحرًا وجوًا من تحالف العرب بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين ترى اليوم أن المشروع العربي الذي انتصر وقهرت فيه إيران يجب أن يزرع بالوفاء والإخلاص في الشمال اليمني والدول العربية التي تعاني من سطوة التمدد الإيراني الإرهابي، فالتحالف العربي الذي قادته وما زالت تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وبوفاء وإخلاص شعب الجنوب ومقاومته وأبطال جيشه وقوات أمنه من الضالع الصمود إلى أبين الباسلة إلى لحج الأبية إلى شبوة العريقة إلى حضرموت الأصيلة، ومن المهرة الشامخة إلى سقطرى الساحرة - وقفوا صفًا واحدًا، كالجبل الأشم، ولبوا واجب الفداء لأرضهم وتحريرها، فاستطاعوا أن يحوَّلوا جغرافيا الجنوب التي حاولت أجندات إيران أن تعثب بها إلى مشروع عربي قوي ووفي، وأثبتوا من خلال بسالتهم وفدائهم وقواتهم ومقاومتهم أن الأمن العربي كُلٌّ لا يتجزأ، وأن الجنوب لا ولم ولن يكون إلا عربيّٓ الهوى والهوية وفي الحضن العربي الأصيل.

عدن من رمزية الانتصار العسكري إلى رمزية التتويج السياسي:

أما رمزية عدن في قلب الجنوب، وهي درة البحر العربي، وحارسة باب المندب، فهو آت من مكانتها وموقعها ورمزيتها بعد أن رفلت بثوب النصر بعد معركة مصيرية سطرتها أيادي أبطالها بمداد من الدم فاختلطت دماء شهداء أبنائها الأبرار مع دماء إخوتهم في التحالف العربي مجسدين لوحة جميلة ذات أبعاد وأهداف سياسية مثلى تجسدت في انتصار المشروع العربي الكبير.

لقد كان عام 2025م عام الحسم الذي شهد اندحار المشروع الإيراني الصفوي على أسوار عدن وحدود محافظات الجنوب، بفضل بسالة مقاومتها وقواتها العسكرية والأمنية وبمختلف فصائلهم المؤمنة باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، وبتلاحم عربي سخي ومساندة قوية في مختلف المجالات.

وفي ساحة الشرف التي اختلط فيها رصاص الأعداء بزغاريد النصر، وقف أبناء الجنوب من كل المحافظات دون استثناء في الدفاع عن عدن وأخواتها من محافظات الجنوب في وجه الصلف الكهنوتي الحوثي وأذنابه، وليست هذا فحسب، بل ما زالت قواتنا المرابطة بالجبهات والمدن تحمي وتدافع عن تلك المكتسبات، سواء أكان في الجبهات الحدودية من بيحان شبوة إلى الضالع إلى لحج يافع وكرش وباب المندب وأبين مكيراس، أم على الجبهات الداخلية التي تسطرها النخبة الحضرمية في حضرموت، ودفاع شبوة في شبوة، وقوات الحزام الأمني والدعم والإسناد وقوات العاصفة والصاعقة والحماية الرئاسية والمنشآت والشرطة العسكرية في أبين ولحج وعدن والضالع وسقطرى في سبيل مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة وتثبيت مداميك الأمن وتحقيق مكتسبات الاستقرار.

وإذا كانت مدينة عدن حاضنة التحرير 2015م، وإن كانت الضالع الأبية هي الأولى في كسر شوكة غزاة الشمال الحوثية وغيرها إلا أن عدن تظل هي النواة الأولى من حيث الاعتبارية السياسية والاقتصادية لاحتضانها تحولات الانتصار العسكري في عام 2015م، وليس هذا فحسب، بل كانت وما زالت هي موطن ولادة المشروع السياسي الذي يعبر عن تطلعات واستحقاقات شعب الجنوبي في النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والهوية والانتماء من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا، والمتمثل في مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزعيم الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي الذي تشكل بإرادة شعبية، وتفويض جماهيري حاشد وكبير في 2017م ليصبح مشروعًا جاء ليترجم استحقاقات الشعب الجنوبي وتطلعاته المطالبة في استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة كبنى وهياكل مؤسسة اعتبارية من جهة، وليصبح هذا المشروع السياسي كيانًا شرعيًّا يتعامل مع الإقليم والعالم على أنه الضامن الأمين في حماية الممرات الاستراتيجية وتأمين باب المندب شريان الاقتصاد العالمي، مما يعزز الأمن القومي العربي والدولي من جهة أخرى.

عدن ورمزية الدم والمصير المشترك:
من عدن سقط المشروع الإيراني التوسعي، وكانت هزيمة مليشياته الحوثية وقوى الإرهاب الإخوانية والأذناب المتحالفة معهما، وسقطت مشاريعهم التدميرية في عدن، ونالت ضربة قاضية قضت معها على مشروع إيران التوسعي في المنطقة، الهادف إلى الأضرار بالمصالح العربية والدينية والسياسية والاعتبارية.

وفي عدن، تلك المدينة المعروفة بالوفاء والحب كتب شهداء التحالف العربي الأطهار بدمائهم أجمل قصيدة حب لها خاصة، والجنوب عامة، وكانت معركة عدن 2015 شهادة خالدة على أن الدم العربي ولا سيما أبطال دولة الإمارات العربية المتحدة الذين جاؤوا من بلادهم العربية إلى عدن، يحملون في حقائبهم أمانة الأجداد، وعهد الزايد، ووصية خليفة، ولم يترددوا لحظة في الامتزاج بدم إخوتهم الجنوبيين، ليصنعوا معًا لوحة بطولية تذهل الأنظار، وتبهر العقول من خلال تلك الشجاعة التي زلزلت وتزلزل الجبال، لاسيما حين وقفوا في مطار عدن كالأسود الضواري، يصدون زحف الموت الأسود، فكانت لحظة العريش تتويجًا لمسيرة بطولية أيضًا، حيث اختاروا الموت وقوفًا على الحياة ليصيروا جثثًا، فقدموا أغلى ما يملكون -أرواحهم - دون تردد، كأنهم يوزعون الورود في حفلة حرية، لا الرصاص في ساحة قتال، ولم يفرقهم بحر عن إخوتهم في الجنوب، فكتبوا بدمائهم الطاهرة أجمل قصة تضحية، ليكونوا نجومًا تهدي الأجيال درب العزة والكرامة.

عدن من الانتصار العسكري والسياسي إلى الانتصار الاقتصادي والتنموي:
من عدن وهي تحتفل بعيدها العاشر من التحرير الذي أهدته إلى إلى مملكة العز المملكة العربية السعودية ودولة الوفاء الإمارات العربية المتحدة في يوم انتصار مشروعهم العربي على مشروع إيران الفوصوي في إليهم رسالتها التي اختلطت فيها لغة الشكر مع لغة الوفاء، وتقول: يا رعاة المشروع العربي السياسي، ومداميك البناء الحضاري والتنموي، إن أبناء عدن والجنوب ضحوا بأغلى ما يملكون وعي دماءهم واستعادوا أرضهم دفاعًا عن العروبة، ها هم اليوم يحق لهم وهم يحتفلون بذلك الانتصار الذي كانوا قواته في الميدان أن يمدوا يد الإخوة كي يحظون بثقتكم كما حظي مشروعكم في نضالهم وتضحياتهم في تحقيق مشاريع نهضوية شاملة يعيد لعدن ومحافظات الجنوب وجهها الحضاري الذي سلب بفعل غزاة الشمال من عقود، وينالوا من استثماراتكم الكبرى في البنية التحتية، والمرافق الحيوية، وهم على ثقة أن مشروعهم السياسي الواضح في استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة التي فوض بها المجلس الانتقالي الجنوبي أنه يحظى بمساعدتكم ومساندتكم وفاءً واستحقاقًا، لأنه مشروع السواد الاعظم من الشعب في الجنوب المؤمن بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة بحدود ما قبل عام 1990م، ولأنه مشروع الاستقرار وانتهاء الحروب بعد أن أثبت أبناء الجنوب أنهم حراس العروبة الأوفياء، وأثبتم أنتم في التحالف العربي أنكم سند الإخوة الصادق.
#عدن_تنتصر
#الجنوب_العربي_ ينتصر
#المشروع_العربي_المنتصر




الأكثر زيارة


تطور جديد في سعر الصرف مساء الأحد في عدن والمحافظات المحررة.

الأحد/30/مارس/2025 - 10:59 م

اسعار الصرف وبيع العملات الاجنبية مقابل الريال اليمني مساء الأحد بالعاصمة عدن الموافق 30 مارس 2025 م.. الريال السعودي: الشراء = 607 البيع = 610 الدولا


عاجل : دوي انفـ.ـجارات عنـ.ـيفة تـ.ـهز العاصمة اليمنية صـ.ـن.

الأحد/30/مارس/2025 - 07:34 م

شنت الطائرات الأميركية، مساء اليوم الأحد 30 مارس 2025، أربع غارات جوية استهدفت مخازن أسلحة سرية تابعة للحوثيين في منطقة جدر شمال العاصمة صنعاء، وذلك ف


مقـ.ـتل مسنّ برصـ.ـاص مسـ.ـلح مجهول في متجره بحي الروضة بتعز.

الأحد/30/مارس/2025 - 09:37 م

أقدم مسلح مجهول ليلة عيد الفطر على اغتيال مسن داخل متجره في حي الروضة بمدينة تعز (جنوبي غربي اليمن). وأفاد مصدر محلي بأن الحاج يحيى المليكي (80 عاما)


مؤسس صوت العاصمة يهنئ الجاليات الجنوبية في أمريكا وفي كل دول.

الإثنين/31/مارس/2025 - 12:25 ص

بعث مؤسس صحيفة "صوت العاصمة"، أبو معتز الخيلي، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى رؤساء وإدارات وأعضاء الجاليات الجنوبية في الولايات المتحدة ا