كيف مهدت السعودية للمصالحة مع الحوثيين ؟

الأربعاء - 08 مارس 2023 - الساعة 07:16 م

الكاتب: محمد عباس ناجي - ارشيف الكاتب

منذ بداية الحرب عملت على تغييب العقل الجنوبي المبدع والقادر على وضع التدابير لاستعادة دولته، ولم تسمح للجنوبيين بالسيطرة على وطنهم ومقدراته، ونصبت قيادات من أصحاب العقول الخاوية وشقاة الألف الريال السعودي، بما يمكنها من التحكم بمصير الجنوب وجعله ورقة مساومة مع الأطراف الشمالية في حالة الضرورة، فروح العداء لشعب اليمن الجنوبي متأصلة في عقول حكام السعودية.

بعد أن تمكن الحوثيين وإيران من إلحاق الهزيمة بها ومعها ما كان يسمى بالسلطة الشرعية أصبح هم السعودية الأول هو التوصل إلى حل وهمي مع الحوثيين بما يجنبها وقف هجماتهم عليها.. ولذلك عملت على مايلي:
1. أبقت على كثير من متطلبات حياة الجنوبيين بيد سلطة صنعاء.

2. توقيع المجلس الانتقالي الجنوبي على اتفاق الرياض الخياني بأنه جزء من الحكومة اليمنية ومشاركاٌ فيها تحت مبرر حكومة المناصفة الوهمية مما افقده شرعية دور المطالب باستعادة دولة الجنوب. بل جعلت منه ككيان يمثل ذاته ولا يمثل شعب الجنوب، وهذه أم الكوارث.
3. ابعاد الرئيس عبدربه منصور ونائبه علي محسن الاحمر كخصمان للحوثة يصعب إخضاعهما للمصالحة مع الحوثيين.

4. تشكيل المجلس القيادي الرئاسي.. وإشراك الجنوبيين فيه ما افقدهم حق المطالبة باستعادة دولتهم وافقدهم حق التحكم في وطنهم في أبسط صوره، فالرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب كلهم شماليين.
5. الإتيان بالدكتور رشاد العليمي رئيساً كشخص لا يمتلك قاعدة شعبية وكقيادي في المؤتمر الشعبي العام يمكن إجباره على التصالح مع الحوثيين.. وكذا القوات التابعة لطارق صالح ستخضع لهذا التوجه.

6. تشكيل وحدات عسكرية جنوبية جديدة (درع الوطن) لتكون ند لقوات الانتقالي وقادرة على قتالها في حالة تمردها ورفضها للمصالحة مع للحوثيين.
7. قطع المرتبات على قوات الانتقالي بما يضعفها ويدمر معنوياتها.. ثم سيتم قطع تغذيتها اليومية في حالة الضرورة.

8. إظهار بعض الشخصيات الجنوبية القيادية السابقة ودعمها لتلعب دور المنادي بالحفاظ على دولة الوحدة.
9. الاستغناء عن دور الإمارات إلى حد ما وخاصة في اليمن الجنوبي، والتي كانت تلعب دور المكوفرة (المزينة) لوجه السعودية القبيح. بل ستجعل اليمن الجنوبي مسألة صراع بينهما لتبيع للجنوبيين الوهم.

10. تقديم بعض التنازلات للحوثيين ومنها فتح المطارات والموانئ وإعطائهم منح محفزة.
11. الابقاء على دور لحزب الإصلاح _ الإخوان المسلمين _ ودعم الجماعات السلفية الوهابية بما فيها قوات (درع الوطن)، وهذه الأطراف الدينية ستكون مهمتها الرئيسية بعد أن تتوصل السعودية إلى اتفاق مع الحوثيين، وتصبح في الصورة بعيدة عن أي مشاكل داخل اليمن.. ثم ستقوم هذه الأطراف الدينية بقتال الحوثيين تحت مبرر الصراع الديني العقائدي مع الشيعة الروافض.. وسيكون الجنوب هو ساحة القتال.. وهذه أفة عظمى على الجنوب.

وبهذا تكون السعودية قد ضمنت أمنها وعدم قيام دولة لا في عدن ولا في صنعاء.. وفي حالة الضرورة وجود دولة وحدة وهمية تمزقها الصراعات الداخلية المسلحة.