حكاية شعفل

السبت - 13 يناير 2024 - الساعة 07:42 م

الكاتب: علي محمد الصافئي - ارشيف الكاتب

لم يعرف الادب العربي القصة او الرواية الا في عصر النهضة بعد حملة نابليون بونابرت على مصر وكانت الترجمة مصدر ذلك ليعرف الاديب العربي القصة والرواية مكتملة الاركان..

صحيح ان الادب العربي عرف بعض عناصر القصه لكن لم تصل الى ما وصل اليه الادب الاوربي في القصه والروايه والمسرحيه وبهذا عرفنا هذا النوع من الادب من الادب الاوربي.

لذلك كانت الحكايات والمحازي التي كانت جداتنا واجدادنا يحكياها لنا في سمرنا نتحلق حول الفانوس وجدتنا تحكي لنا حكايات تاخذنا في خيالات ممتعه وقد تجعل من نفسها بطله لبعض هذه القصص -المحازي -حتى ينساب النوم -كانت جدتي وفي اغلب بيوتات العالم وفي بيتنا خاصة -تتخذ جدتي هذه الحكايات -اسلوب للسيطرة علينا من الفوضى والتمهيد للنوم كي لا يستهلك الفانوس قاز كثير -وكانت ناجحه في ذلك ايما نجاح -وياتي الصباح ويمر النهار ونحن في شوق الى مساء جدتي او جدي -كان هذا الاسلوب ناجع ومفيد.

ادركت ذلك في شبابي وحتى اللحظه ونا الان على مشارف المشيب استفدنا من تلك الليالي والحكايات المحازي استفدنا سعة الخيال والتخييل وعالم الحيوان وتعزيز الثقه بالنفس وطاعة الوالدين وحب العمل -كانت هكذا الاجيال تستمع وتستمتع وتتحلق في الليالي مع الجدات والجدود والوالدين بل مع الجيران في ديوان واحد على فانوس واحد -وكانت الاذاعه المرحله الثانيه من حياة الجيلين - فعرفنا عن العالم الخارجي والوطني وكانت الصحافه متممه لذلك التعليم النظامي الذي علم العلوم وعمل على التنميه البشريه -ثم جاء التلفزيون -الذي جمع بين اركان المعرفه البصريه والسمعيه والتواصل مع العالم الحي -وكانت الدراما -جنب الاذاعه والصحافه والقصه والروايه والمكتبه العامه والخاصه -وكان جيلنا جيل محظوظ -اقول ذلك وانا معلم في الثانويه لمدة ثلاثة عقود ونيف -وانا ارى اولادنا وشبابنا يتبلد كل يوم -رغم وجود كل وسائل المعرفه لكل الحواس -طبعا اغلب شبابنا -واقصد تركهم القراءه -القراءة الهادفه والمنهجيه -في التاريخ والروايه والقصه والعلوم وكل شي -انا لا اعتبر الواتس والفيسبوك -الدردشات -مناهج للقراءة -نعم بها وعبرها كل طرق المعرفه المنهجيه- تستطيع عبرهما الدخول الى مكتبات العالم وعلومه لكن الحاصل عكس وكلنا نعرف الاسباب -'ما دعاني الى كتابة ذلك والنوح على ماساتنا وماساة بعض اولادنا وشبابنا -تذكري حكاية شعفل -وشعفل رجل عاش بين عصرين -كان يسترزق من عرق جبينه -تاجر بسيط جوال بين القرى -يبيع ادوات الزراعه في مواسم السنه -وكان عند كل مساء ياوي الى غرفة سبيل في احدى القرى -هكذا كانت حياته وكان رزقه -وبعد سنوات وبعد ان بلغ عمره العقد الخامس ونيف -بدا بعض الناس يروجون اشاعات عن شعفل وحكايات ونميمه تضرب بسمعة شعفل وكرامته -وصلت هذه الى شيخ القريه -وبدا المزارعون يقاطعونه في الشراء منه -احس الرجل بذلك لكنه لم يابه -
اشاعات نشرتها نسوة او رجال -تقول ان فلانه حملت سفاح وفلانه كذا وفلانه كذا -وان شعفل هو الفاعل -سرت الاشاعات كالنار في الهشيم -سمع شعفل بكل ذلك -عانى واحتار ونكس راسه لم يرض ان يرحل من القريه فتتاكد تلك الاشاعات فتتبعه لعنات الناس وهو يعلم انه بري -وفي نفس الوقت لا يستطع ان يبري سمعته الا بتضحيه وسر اخفاه طوال حياته واذا باح بالامر فقد كشف رجولته -وفي نفس الوقت لا يريد لصاحب المنزله -الغرفة التي كان ياوي اليها يطعمه -ان يلعنه الناس -لكنه لكل هذه الاسباب والاشاعات من اجل العيش والملح وتبرئة ساحته قرر ان يذهب الى مسجد القريه بعد صلاة الجمعه -ليعلن سر الذي اخفاه عقود -لانه لا يستطع ان يعيش بقية العمر متهما بعد صلاة الجمعه قام وطلب من الحضور الاستماع اليه قال -اعلم وتعلمون ما يقال عني وانا اخبركم انني بري مما يقال فانا اخفي سري طوال حياتي حتى نالت مني الالسن والاشاعات اخبركم بحقيقتي -انني بري فانا لست برجل ولم اتزوج -فانا -خرنثاء "الخرنثاء رجل ولكن بدون رجوله"

مقالات صحفية

حكاية شعفل

الكاتب: علي محمد الصافئي - ارشيف الكاتب

قد يهمك ايضا

تفاصيل صادمة ..محاولة شاب لإنقاذ شقيقته من داخل بركة مياه تنتهي بكارثة مؤسفة ...

الكشف عن تفاصيل انفجار هز المنطقة الوسطى بأبين ...

اسعار الصرف وبيع العملات الاجنبية مساء الأربعاء بالعاصمة عدن ...

الأكثر زيارة

مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة.

مشكلات صحية خطيرة يجلبها تسوس الأسنان للجسم.

أسعار الخضروات والفواكه بأسواق عدن.

أسعار الذهب اليوم الجمعة في اليمن.

إدارة التوجيه المعنوي بإدارة أمن عدن تواصل برنامج المحاضرات التوعوية الميداني..

اللواء البحسني : ذكرى استقلال الجنوب دافع لتعزيز التلاحم وتحقيق الأهداف..

ندوة حقوقية بمأرب تناقش واقع المرأة في زمن الحر'ب..

أخبار محلية

أخبار دولية

تقارير

مجتمع مدني

منوعات

قناة العاصمة