من هو الاستاذ محمد الفقيه ..؟!
السبت - 09 نوفمبر 2024 - 11:11 م
صوت العاصمة/خاص:
كتب | عبدالستار الكريحي
أتذكر قبل تسع سنوات كتبت موجزا قصيرا عن حياة واحد من اقدم الهامات التربوية في مديرية الشعيب هامه غفلت عنها كل السلطات المتعاقبة هامه تربوية ووطنية وعلم من أعلام الجنوب واحد كوادره الراسخون الذين تم تهميشهم ولم يلتفت لهم احد ،، طوال حياتهم ضلوا يبحثوا عن الإنصاف او حتى قليل من المساواة في أبسط الحقوق لكنهم عجزوا ..نعم عجزوا ..
قبل لحظات اتفاجئ بوفاة ذلك إلهامه رحمة الله تغشاه رجل الدين المعروف العلامة الجليل الاستاذ محمد احمد الفقيه الحكم ..
رجل أفنى حياته في اداء مهنة التدريس .. واتسم بكل الصفات النبيله والطيبة التي لا يملكها الا القلائل من الناس النادرين ..
ونلخص حديثنا عنه بانه من مواليد 1926م قرية "لنجود" مديرية الشعيب ..
يعرف عنه بانه قد تعلم لأول مره في منطقة حرير على يد احد الفقهاء المتنورين هناك , بعد ان شد اليها الرحال بمعية بعض رفاقه لأجل هذا الغرض (طلب العلم) .. والذين لم يلبثوا فيها سوا فترة قصيرة حتى ان عادوا الى مسقط رأسهم " لنجود" ..
وقيل انه في زمانه كان لا يوجد من هو افضل منه في إتقان القراءه والكتابة في منطقة "سهم النجدي" ..
وما كان من واجبه الإ ان كرس حياته كلها في تعليم الناس بالمنطقة وتنويرهم وتفقيههم بالعلم والمعرفة , والتحرر من الجهل والأميه ,, والذي من حينها قد سمي "فقيها" وذلك لما يفقهه من علم وعلوم الدين ..
لقد انذر نفسه في سبيل اداء هذه المهنة الساميه , وتدريس الاجيال جيل بعد جيل وتمكينهم من كيفية تعلم القراءة كتابة ونطقا , وتحفيظهم سور القراءن الكريم وترتيل الآيات , وغيرها من الدروس في علوم الدين وتعاليم الاسلام الحنيف ...
ولكم ان تتصوروا كم كانت قيمة المتعلم الذي يجيد القراءه والكتابه في ذلك الوقت , اي انه من كان يستطيع القراءه والكتابة في ذلك الزمن كمن يحمل شهادة دكتوراه او ما سواها في هذه الايام , والمتعلمون امثال الفقيه كانوا عدد الاصابع ,,,
ستة عقود من عمره افناها الاستاذ الفقيه رحمه الله وهو يؤدي رسالة التعليم , بكل امانة وتفاني واخلاص ,,,
عشرون عاما منها بذلها في
تعليم ابناء المنطقة تحت الاشجار وتحت القلاع ( المعلامه ) وفي حلقات الذكر في المسجد ...
حيث تخرج على يده المئات في المنطقه الذين تعلموا منه القراءه والكتابه ونهلوا من بحر علمه الوفير كل ماهو نافع ومفيد ...
فطريقة تدريسه لتلاميذه كانت تقليدية وتلقينيه , لكنها كانت ناجحة بحكم الحياة البدائية وضروف ذلك الزمن العتيق .. حيث كانت الدفاتر هي الواح خشبية والاقلام عبارة عن اعواد شجرة " اليراع " التي تفرز مادة صبغيه اشبه بلون الحبر ... لا كما هي عليه الوسائل التعليمية متوفرة في عصرنا اليوم ..
ثم تسعة وثلاثون سنه اخرى خدمها في المجال نفسه بعد ان تم اعتمادة كموظف رسمي الى طاقم المعلمين في المدرسة ( الحازمي/ لنجود ) على هامش التوظيف الاهلي الذي اعتمدته الدولة حينذاك ..
وقد إحيل الى التقاعد في العام 1993م ويتقاضا راتب ضئيل جدا ( 12,000 ) أثنى عشر الف ريال هو لا يعد شيئ مقارنة مع السنين التي خدمها .. وبهذا بقي وضعه هكذا مضلوما ومهمشا حتى لحظة وفاته لم يحصل على ادنى ترقية او علاوة في الراتب كما يجب ان يليق به اسوة بالمعلمين الاخرين ,,,,, فقد طرق كل ابواب الجهات المختصة ايام نظام الحكم السابق مطالبا بإنصافه ولو من باب تقدير الخدمة الطويله التي قضاها في هذا المجال .. لكن كل ذلك حال دون جدوى ..!
ويعتبر الاستاذ الراحل محمد الفقيه واحدا من اعرق الهامات التربوية في الشعيب على الاطلاق .. ومن اكثرها عطاءا ونبلا , واخلاص , فقد قدم الكثير والكثير لمجتمعه بلا مقابل بقدر ما كان يبتغي وجه الله تعالى ..
وكان يعد العلامة الجليل "الفقيه " من ابرز رجالات الدين الاكثر استقامه في المنطقه , فعندما كان في مقتبل عمره كان يخطب بالناس ويأُم بهم الصلاة .. ويقراء الموالد السنوية وهي واحدة من العادات والتقاليد الموروثة التي يحييها البعض مره في كل عام .. وهي معروفة كيف يتم إحيائها .
كما انه قد لعب دورا كبيرا في ذلك الوقت من خلال مساعدة أسر ذوي المغتربين في قراءة بعض المكاتبات ( الخطوط /المراسلات )التي كانت تصلهم من ذويهم في المهجر ( بريطانيا ) علئ وجه الخصوص ..
وما لا يعرفه الناس عن الاستاذ الفقيد , هو بأنه شاعرا كبيرا
وله الكثير من روائع القصائد والزوامل الشعرية الشهيره التي عبر بها في عدة احداث ومناسبات .
رحم الله فقيدنا وشيخنا وقدوتنا المرحوم بإذن الله الاستاذ محمد الفقيه رحمه الأبرار ونسال الله تعالى بان يجعل قبره روضة من رياض الجنة