عدالة الأرض وعدالة السماء.. بين الظلم والحق
الأربعاء - 29 يناير 2025 - 12:48 ص
بقلم / محمد الدوكي
تُعتبر العدالة أحد المبادئ الأساسية التي يسعى إليها الإنسان في جميع مجالات حياته، سواء في تعاملاته اليومية أو في سياق القوانين التي تنظم المجتمعات. إلا أن العدالة على الأرض لا تكون دائمًا موجودة بالشكل الذي يضمن حقوق الأفراد ويُحافظ على كرامتهم. ففي بعض الأحيان، تَغيب العدالة أو تكون مشوهة بسبب تقلبات السياسة، أو مصالح البعض، أو حتى أخطاء قضائية. ومع ذلك، يبقى هناك مبدأ راسخ يعوض تلك الفجوات، وهو "عدالة السماء" التي لا تغيب أبدًا مهما تلاعب البشر بالحقائق.
في بعض الأحيان، يُسجن الأبرياء أو تُنتزع حقوقهم بسبب غياب العدالة على الأرض. يحدث ذلك عندما يُظلم الفرد في محكمة أو يُحاسب بناءً على تهم زائفة أو شهادات غير صحيحة. القوانين قد تكون فاسدة أو تُطبق بشكل انتقائي، مما يخلق بيئة يُعاني فيها الأفراد من غياب العدالة. فقد يحدث أن يتم سجن شخص دون وجود دليل قطعي يُثبت ارتكابه الجريمة، ويُقاس عليه العقاب بناءً على افتراضات غير دقيقة.
على سبيل المثال، قد نجد حالات تتعرض فيها الأشخاص للمحاكمة استنادًا إلى ادعاءات أو شائعات من دون أن يكون هناك دليل ملموس، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بهم. السجون أحيانًا تُصبح مكانًا لاحتجاز الأبرياء، الذين يعانون من الظلم والعذاب النفسي نتيجة لقرار قضائي خاطئ أو غير عادل.
لكن في المقابل، هناك اعتقاد راسخ في كثير من الثقافات والأديان، بأن العدالة السماوية لا تغيب أبدًا. فحتى عندما تَغيب العدالة على الأرض، فإن الله سبحانه وتعالى هو الأعدل، ولن يظلم أحدًا مهما طال الزمان. إذ يُعتقد أن الله سبحانه وتعالى سيرد الحقوق لأصحابها في النهاية، وإن كان ذلك في الآخرة. لا مجال للتلاعب في العدالة الإلهية، فالله يعلم كل شيء، وسيحاسب كل شخص حسب أعماله ونواياه.
في العديد من الديانات، يُعتبر أن الظلم في الدنيا سيكون له جزاء في الآخرة، فكل من يتعرض للظلم سيجد العدالة الإلهية تنتصر في النهاية، سواء كان ذلك في محاسبة الظالم أو في تقديم العوض للمظلوم.