تقارير



‎ الانهيار الاقتصادي والخدمي بين وقاحة العليمي وبن مبارك وابتذال بن دغر

الجمعة - 07 فبراير 2025 - 01:57 ص


‎ الانهيار الاقتصادي والخدمي بين وقاحة العليمي وبن مبارك وابتذال بن دغر

صوت العاصمة

ما حدث ‎من انهيار غير مسبوق للعملة المحلية والخدمات الى أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي ، يعكس الوضاع الذي تعيشه حالياً العاصمة المؤقتة عدن ذروة مشهد الانهيار الاقتصادي والخدمي المستمر الذي تعاني منه المناطق المحررة.
 
‎فاليوم الثاني على التوالي تغرق العاصمة عدن في ظلام دامس بعد توقف تام لمحطات توليد الكهرباء جراء نفاد الوقود في مشهد غير مسبوق لم تألفه المدينة حتى اثناء غزو مليشيا الحوثي لها عام 2015م وخوض ابناءها معركة التحرير.
 
‎في حين يبدو المشهد أكثر قتامة بالنسبة للمحافظات المجاورة لعدن كأبين ولحج التي غابت عنها خدمة الكهرباء منذ أسابيع بشكل تام ، في حين ان الوضع ليس بأحسن منه في شبوة وحضرموت والمهرة ، اما المناطق المحررة من تعز فلم تعرف بعد ما تسمى بالكهرباء الحكومية منذ 2015م، ويبقى الاستثناء الوحيد في مأرب المعتمدة على محطتها الغازية.

 
‎ويبقى الانهيار الأشد وطأة على المواطنين بالمناطق المحررة ، هو الانهيار القياسي الذي تشهده العملة المحلية خلال الأيام القليلة الماضية ، تجاوزت مع أسعار صرف العملات الأجنبية ارقاماً قياسية ، حيث تجاوز سعر صرف الريال السعودي لأول مرة حاجز الـ600ريال مساء اليوم الخميس ، في حين تجاوز الدولار الأمريكي حاجز الـ 2300ريال.


 
‎ومع حجم التداعيات التي يُهددها بها هذا الانهيار على حياة ومعيشة المواطنين بالمناطق المحررة، التزمت قيادة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي وحكومته الصمت طيلة الأيام الماضية ، لتخرج اليوم معلنة عما قالت بأنها خطوات وإجراءات لمواجهة هذا الانهيار، ورغم كونها خطوات وإجراءات لا تحمل أي تحرك عملي على الأرض لوقف الانهيار الا أن بعضها حمل في طياته فضيحة وجريمة لا تقل فداحة عن فداحة تخليها عن مسئوليتها في وقف الأمر.
 
وقاحة العليمي وبن مبارك
 
‎أولى التحركات الرسمية كان ما نشره الاعلام الرسمي صباح اليوم عن متابعة رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، لـ"آليات تسريع وتنفيذ الحلول الاسعافية لتوفير الوقود لمحطات توليد الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن، ورفع المعاناة عن المواطنين".




 
رئيس الوزراء : هناك حلول اسعافية لتوفير
‎الوقود لمحطات كهرباء عدن

 
‎هذه المتابعة من قبل بن مبارك – المتواجد خارج البلاد - بحسب ما نشرته وكالة "سبأ" الرسمية جاءت على شكل "اتصالات مكثفة، مع محافظ البنك المركزي اليمني احمد غالب، ووزراء المالية سالم بن بريك، والكهرباء والطاقة مانع بن يمين، والدولة محافظ عدن احمد لملس.
 
‎الا أن ما يثير الانتباه في الخبر الرسمي كان تصريح رئيس الحكومة خلال تواصل مع هؤلاء المسئولين وتأكيده على "أن ما حدث من خروج كلي لخدمة الكهرباء في عدن أمر غير مقبول ويتطلب الوقوف الجاد من الدولة والحكومة لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين أيا كانوا".
 
‎حديث رئيس الحكومة عن "تحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين أيا كانوا" في ملف الكهرباء، يُثير الاستغراب والدهشة، فهو يعكس مغالطة غير مسبوقة من قبل الرجل الذي يقود الحكومة حول الحقائق والأسباب لأزمة الكهرباء الحادة التي تعاني منها المناطق المحررة.
 
‎فالأزمة تعود لأسباب حالية تتعلق بعجز الحكومة عن توفير الوقود لمحطات التوليد من مازوت وديزل منذ نحو شهرين ، بل فشلها في توفير وقود النفط الخام المنتج محلياً في حضرموت جراء العجز الحكومي والرئاسي في معالجة مطالب أبناء حضرموت التي يرفعها حلف قبائل المحافظة ودفعته الى قرار وقف خروج وقود النفط بما فيه المخصص لكهرباء عدن.

 
‎كما أن الأزمة في الكهرباء تعود الى أسباب جذرية تتعلق بفشل حكومات الشرعية منذ عام 2015م وحتى اليوم عن حل معضلة توليد الكهرباء بالمناطق المحررة بتكلفة رخيصة كوقود الغاز او الطاقة المتجددة والاستمرار بالتوليد عبر الوقود الأعلى تكلفة كالديزل والمازوت.
 
‎وعلى ذات السياق والنهج ، لم يختلف الأمر مع التحرك الذي ابداه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لمواجهة الانهيار الاقتصادي والخدمي الذي تشهده المناطق المحررة ، بعقده اجتماعاً مع رئيس الحكومة وعدد من المسئولين لمناقشة الأمر.
 
من الرياض .. العليمي يوجه بعودة "الشرعية" لمواجهة الانهيار الاقتصادي والخدمي
 
‎الاجتماع الذي عقده العليمي لم يختلف كثيراً في مضامينه عن ما قام به رئيس الحكومة بن مبارك في تقديم عبارات انشائية تتحدث عن إجراءات وخطوات لمواجهة الانهيار الخدمة والاقتصادي بالمناطق المحررة، دون تحديد خطوات عملية واضحة لذلك.
 
‎وكما صنع بن مبارك في محاولة رمي التهمة والمسئولين على الأخرين، شدد العليمي – بحسب ما نشرته وكالة "سبأ" - في ختام الاجتماع على "انفاذ قرارات المجلس بعودة جميع المؤسسات للعمل من الداخل، والقيام بمسؤولياتها، ومهامها الدستورية على أكمل وجه".
 
‎حديث العليمي عن قرار المجلس بعودة جميع المؤسسات للعمل من الداخل الذي مر عليه أكثر من شهرين ، تجاهل حقيقة تمرده هو مع باقي أعضاء المجلس عن تنفيذ هذا القرار بالعودة الى الداخل ، والاستمرار في البقاء خارج البلاد منذ أشهر طويلة.
 
‎كما ان الصورة التي ارفقتها وكالة "سبأ" للاجتماع يمكن ان تمثل رداً ساخراً على حديث العليمي عن العودة للداخل ، فالصورة تظهر عقد الاجتماع عبر تقنية الاتصال المرئي بسبب تواجد المشاركين فيه وعلى رأسهم العليمي وبن مبارك في عدد من الدول خارج البلاد باستثناء وزير النفط ومدير كهرباء عدن المتواجدين داخل البلاد. 
 
‎ابتذال بن دغر
 
‎والى جانب المغالطات الفجة التي قدمها رئيس مجلس القيادة ورئيس الحكومة في مواجهة مشهد الانهيار الاقتصادي والخدمي ، كان الموقف الذي ابداه أحد مؤسسي هذا المشهد ، لا يقل سخرية وتندراً عما بدر ممن يقود رأس الدولة والحكومة.
 
‎هذا الموقف جاء من رئيس مجلس الشورى ورئيس الحكومة الأسبق احمد عبيد بن دغر ، الذي شن هجوماً لاذعاً ضد العليمي وبن مبارك وحملهما مسئولية الانهيار الاقتصادي والخدمي.
 
‎> بن دغر يحمل العليمي وبن مبارك مسئولية الانهيار الخدمي والاقتصادي في عدن والمناطق المحررة
 
‎هجوم بن دغر ضد رئيس مجلس القيادة ورئيس الحكومة جاء تحت لافتة بيان صادر عن التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية الذي جرى تنصيبه على رأس هذا التكتل واشهاره مطلع نوفمبر الماضي في عدن.
 
‎ولم يكتفٍ الرجل بتحميل العليمي وبن مبارك مسئولية الانهيار ، بل شن هجوماً حاداً ضد كيان الشرعية بشكل كامل ، من خلال خاتمة البيان التي أكدت بأن "الشرعية الحقيقية لا تُكتسب بالقرارات أو الاعترافات الدولية فحسب، بل بقدرة الدولة على حماية مواطنيها، وتوفير الأمن والخدمات الأساسية لهم وأي شرعية تفقد ارتباطها بالشعب تفقد مشروعيتها عمليًا، وتفتح المجال أمام الفوضى والبدائل غير المستقرة".
 
‎المزايدة الفج التي يُبديها اليوم بن دغر بوجه العليمي وبن مبارك ، يتجاهل فيها الرجل تماماً الدور الكارثي الذي لعبه أثناء توليه منصب رئاسة الحكومة خلال الأعوام 2016-2018م ، ومثلت هذه الفترة تأسيسياً لمشهد الكارثة الاقتصادية والخدمية التي تعاني منها المناطق المحررة اليوم.
 
‎ويكفي الحديث عنها عن ما قامت به حكومة بن دغر بكارثة طباعة العملة المحلية بدون غطاء من العملة الصعبة ، وبكميات بلغت 2500مليار ريال ، " كانت تصل الى ميناء عدن الى الصراف مباشرة دون المرور عبر خزائن البنك المركزي" بحسب تصريح لمحافظ البنك المركزي الحالي احمد المعبقي ضمن لقاء مطول مع قناة "اليمن" الرسمية منتصف عام 2023م ووصف الأمر بـ"نكسة اقتصادية".
 
‎هذه المواقف والتحركات التي ابدتها "رموز الشرعية" اليوم امام مشهد الانهيار الاقتصادي والخدمي ومحاولتها تسجيل نقاط سياسية وتبادل الاتهامات بالمسئولية دون أي حس وطني بالإقرار بالفشل ومحاولة بجدية في اصلاح الوضع ، يكشف حجم المأساة التي يعانيها أبناء المناطق المحررة تجاه قيادة للبلد لم تعد تجيد من شيء سوى الرقص على جراحهم وآلامهم.



الأكثر زيارة


ورد الآن.. وزارة الدفاع الصينية تشن هجـ*.ـوم في خليج عدن .

الجمعة/07/فبراير/2025 - 12:24 ص

أعلنت وزارة الدفاع الصينية اليوم الخميس أن سفينة تابعة للبحرية الصينية منعت هجوما محتملا للقراصنة على سفينة تجارية في خليج عدن. ووفقا لبيان نشرته الدف


الكشف عن موعد إعادة خدمة الكهرباء في عدن.

الخميس/06/فبراير/2025 - 07:48 م

كشفت مصادر في كهرباء عدن عن موعد اعادة التيار الكهربائي الى المدينة التي تغرق في الظلام منذ يومين. وقالت المصادر انه من المقرر اعادة الخدمة صباح يوم غ


السعودية.. القبض على مقيم يمني تحرش بامرأة والأمن يٌشهر باسم.

الخميس/06/فبراير/2025 - 04:31 م

أعلنت السلطات الأمنية السعودية، القبض على مقيم يمني، بتهمة التحرش. وقال بيان للأمن العام السعودي، إن شرطة منطقة تبوك، قبضت على المقيم من الجنسية اليمن


توجهات أمريكية لوقف مهمة "ليندركينغ" والقضاء على الحـ.ـوثي.

الخميس/06/فبراير/2025 - 08:56 م

بدأت ملامح تصنيف مليشيا الحوثي منظمة ارهابية تظهر في السياسة الامريكية المتصلة بملف الحرب اليمنية والتي تتجه لإعادة توجهاتها السابقة التي كانت تضغظ عل