كم ثروتك أنت !؟ ستيف بالمر.. موظف ثروته 130 مليار دولار!
الثلاثاء - 15 أبريل 2025 - 12:58 ص
صوت العاصمة | عبادة ابراهيم
إذا كنت موظفاً في شركة ما واستمر عملك فيها 30 أو 35 سنة، فكم تتخيل أن تحقق بفضل وظيفتك هذه من الثروة، مهما يبلغ مقدار راتبك ومهما يكن حجم وقيمة الشركة.. 50 مليون دولار أو حتى 100 مليون مثلاً؟ ستيف بالمر حقق بوظيفته أكثر من 10 أضعاف ما تخيلته.. فمن يكون بالمر هذا، وما الشركة التي سمحت له الوظيفة فيها بتحقيق هذه الثروة؟
كان ستيف لا يزال طالباً في الجامعة، وذات يوم تلقى اتصالاً من صديق قديم يطلب منه أن يكون مساعداً له في إدارة شركة صغيرة للبرمجيات. لم يفكر كثيراً، بل قرر تأجيل الدراسة، والاستجابة لطلب صديقه بيل غيتس، فكانت «مايكروسوفت» بعد سنوات أكبر وأشهر شركة للبرمجيات في العالم كله، وصار بالمر ضمن قائمة أثرياء العالم بثروة تقدر بـ 118 مليار دولار، حيث تولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة، ليحل مع بداية العام الجاري في المركز التاسع بقائمة فوربس للأثرياء برصيد 130 مليار دولار
ثورة الإنترنت
في عام 2000، فاجأ بيل غيتس صديقه وشريكه بقرار الاستقالة من منصب الرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت»، وتركه لستيف، مكتفياً بدور المستشار الرئيسي ورئيس مجلس الإدارة، وواجه بالمر في تلك الفترة تحديات وتغيرات كبيرة ومتلاحقة في عالم التكنولوجيا، حيث ظهرت ثورة الإنترنت والهواتف الذكية، فاجتهد في تحديث وتنويع أعمال الشركة وتوجه إلى الاستثمار في مجالات جديدة، مثل محرك البحث «بينج» وشبكة «لينكد إن»، ونظام التشغيل «ويندوز 10»، واستطاع في تلك الفترة تحقيق مئات المليارات من الدولارات لـ«مايكروسوفت»، ولكنه بعد 13 سنة من النجاح، أعلن أنه سوف يترك منصبه بعد سنة، مؤكداً «لقد اتخذت هذا القرار بعد تفكير عميق، فقد آن الأوان لتسليم القيادة لشخص آخر يمكنه قيادة مايكروسوفت في مرحلة جديدة».
غادر ستيف «مايكروسوفت» ليستثمر في مجالات مختلفة، محتفظاً في الوقت نفسه بحصة كبيرة من أسهم الشركة، سمحت له بأن يكون أحد أغنى رجال الأعمال في العالم، وتمكن من شراء نادي «لوس أنجلوس كليبرز» لكرة السلة في العام التالي مباشرة عام 2014، بمبلغ 2 مليار دولار، حيث عرف عنه حبه لكرة السلة، وقال في تصريح له آنذاك «أردت أن أجعل هذا النادي أحد أفضل الفرق في الدوري الأمريكي».
ضربة حظ أخرى
لم يكتفِ بالمر بما له من أسهم في «مايكروسوفت»، فاشترى 4 % أخرى من أسهمها، قدرت بـ 333.2 مليون سهم، ومع التطور المتلاحق في مجال التكنولوجيا في السنوات الأخيرة، ابتسم له الحظ مرة أخرى، حيث تضاعفت قيمة هذه الأسهم بشكل كبير، لا سيما مع توجه الشركة إلى مجالات الذكاء الاصطناعي والواقع المختلط والألعاب، وحقق بالمر أكثر من مليار دولار من الأرباح في العام الماضي وحده بناءً على حصته الحالية من الأسهم.
عملاق عالمي
ولد ستيف بالمر في 24 مارس 1956 في ديترويت بولاية ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية، لأب يعمل مديراً لشركة فورد للسيارات، وهو سويسري مهاجر، أما أمه بياتريس دوركين فكانت تعمل معلمة بإحدى مدارس المدينة، وهي أمريكية تعود عائلتها إلى أصول إيرانية. في عام 1973 درس الهندسة بجامعة لورانس التكنولوجية، وتخرج في مدرسة ديترويت التابعة للكلية التحضيرية في بيفرلي هيلز، ثم درس الرياضيات والاقتصاد في جامعة هارفارد، حيث التقى الطالب بيل غيتس.
شارك بالمر في الأنشطة الطلابية والرياضية، وإلى جانب عمله بدوام جزئي في شركة «بروكتر آند جامبل» عمل في صحيفة الجامعة، وبعد تخرجه في عام 1977، انتقل إلى جامعة ستانفورد لمتابعة درجة الماجستير في إدارة الأعمال، وانقطعت عنه أخبار زميله وصديقه بيل غيتس، إلى أن جاء عام 1980، ليتلقى منه اتصالاً غيّر حياته، حيث كان غيتس يدير شركة «مايكروسوفت» الصغيرة لتطوير البرمجيات في نيو مكسيكو، وطلب منه أن ينضم إليه بوظيفة «مدير أعمال» من أجل توسيع الشركة وزيادة مبيعاتها، ولم يتردد ستيف، بل ترك الدراسة في ستانفورد، وخلال سنوات قليلة أسهم في تحويل الشركة الناشئة إلى عملاق عالمي في مجال البرمجيات.