صوت حضرموت يعلو.. رغم التحديات!
الجمعة - 25 أبريل 2025 - 03:21 ص
صوت العاصمة | خاص | علي احمد الجفري
في مشهد يجسد إرادة لا تلين وعزيمة تتحدى الصعاب، خرجت حضرموت اليوم لتعبر عن كلمتها بوضوح وقوة في مليونية حاشدة حملت شعار "حضرموت أولًا"، إحياء للذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي في 24 أبريل 2016، وتأكيدا على دعمهما الكامل لقوات النخبة الحضرمية.
لم تلتفت هذه الحشود الغفيرة إلى محاولات التشكيك أو بث الشائعات المغرضة التي هدفت إلى النيل من وحدتها وعزمها، ففي الوقت الذي حاول فيه البعض تصوير فعالياتها على أنها هامشية أو موضع تهديد، جاء الرد مدويا بحضور شعبي حاشد أكد على صلابة الموقف ووحدة الصف.
لقد كان هذا التجمع بمثابة استفتاء شعبي حقيقي، يعكس إصرار أبناء حضرموت على حماية هويتهم ورفض أي محاولات لتزييف إرادتهم أو تجاهل تطلعاتهم، ففي خضم تعدد الأصوات والمحاولات المختلفة لتمثيل المنطقة، يبرز صوت حضرموت قويًا ليؤكد على ثوابته وخطوطه الحمراء.
قدمت حضرموت رسالتها بأسلوبٍ حضاري وواضح: هي حاضنة لجميع أبنائها المخلصين، لكنها في الوقت نفسه ترفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي أو المساس بسيادتها وقرارها المستقل.
لقد تجاوزت في تعبيرها عن ذاتها كل ما يمكن أن يثير الفرقة أو يهدد النسيج الاجتماعي المتين الذي يجمع أبناءها، وبصوت هادئ وواثق، وجهت رسالة إلى الداخل والخارج مفادها: لنا حقوقنا التي لن نتنازل عنها، ولنا تطلعاتنا المشروعة التي نسعى لتحقيقها.
وأكدت في رسالة واضحة رفضها لكل القوى التي تعمل على زرع بذور الفتنة والصراعات، وتلغيم الحياة السياسية والاجتماعية، أو تلك التي تقلل من دور النخبة الحضرمية أو تتجاوزها بتشكيلات عسكرية جديدة خارج إطار المنطقة العسكرية الثانية، وأن حضرموت أكبر من أن تُختزل في شخصٍ أو تحتكر تمثيلها قبيلة.
لقد أثبت هذا التلاحم الشعبي معنى الانتماء الحقيقي، مؤكدًا أن الأغلبية الصامتة قادرة على أن تصنع الحدث وتحدد مساره، كما جددت حضرموت التأكيد على رفضها لكل أشكال العنف والتطرف، وتمسكها بمستقبلٍ آمن ومزدهر لأجيالها القادمة.
إن محاولات تجميل أي أجندات دخيلة أو فرض رؤى لا تعبر عن أصالة هذه الأرض لن تجد لها مكانا بين أبنائها الواعين، إن هذا اليوم يمثل علامة فارقة في تاريخ حضرموت التي كسبت الرهان، حيث تجلى صوتها موحدا وقويا، ليؤكد أنها لن تفرط في حقوقها وثوابتها، وأن وحدتها الداخلية هي الضمانة الحقيقية لمستقبلها.
لقد خرجت حضرموت بكل أطيافها ومكوناتها لتعلن للعالم بأسره عمق انتمائها وهويتها الأصيلة، مؤكدة أن أي محاولات لتهميش هذا الصوت أو تجاهله لن تنجح، فصوت حضرموت اليوم هو صوت الحق، وهو صوت المستقبل.