أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الخميس، عن تعليق أنشطتها الطبية في مستشفى خمر بمحافظة عمران شمال اليمن، وذلك إثر تعرض المستشفى لاعتداءات متكررة من قبل مليشيا الحوثي على مدار ستة أسابيع، مما أدى إلى وضع حياة المرضى وموظفي المنظمة في خطر، فضلاً عن تدهور بيئة الأمن في المنشأة التي تقدم خدمات طبية حيوية.
وذكرت المنظمة في بيان رسمي أن قرار تعليق الأنشطة جاء بعد سلسلة من التهديدات الأمنية المتتالية، التي بدأت منذ يناير الماضي، واستهدفت المستشفى ومكتبها في خمر.
وقد وصلت هذه التهديدات إلى ذروتها في 21 أبريل الجاري، عندما اقتحم مسلح المستشفى مهدداً بتفجير قنبلة يدوية بداخله، وهو حادث وصفته المنظمة بـ”غير المبرر” واعتبرته تهديداً مباشراً للأرواح.
وكان هذا الحادث قد سبقه في مارس الماضي تهديد باستخدام سلاح ناري من قبل أحد الأفراد داخل المستشفى، مما فاقم من حدة المخاطر على سلامة العاملين والمرضى.
وفي تعبير عن الأسف، قالت إلاريا رسولو، الممثلة القطرية لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن: “من غير المقبول على الإطلاق أن يتعرض العاملون في المجال الصحي للتهديد بالعنف أثناء تأديتهم لواجبهم المهني. يجب أن تظل المستشفيات أماكن آمنة للجميع، ويجب توفير الحماية الكاملة للمرضى والعاملين على حد سواء.”
وكانت المنظمة قد بدأت أنشطتها في مستشفى خمر منذ عام 2010، بالتعاون مع وزارة الصحة اليمنية، حيث قدمت خدمات طبية متنوعة شملت الجراحة، ورعاية الأمومة والطفولة، ورعاية حديثي الولادة، بالإضافة إلى خدمات طبية أخرى ضرورية للمجتمع.
وأشارت المنظمة إلى أن قرار تعليق الأنشطة سيظل ساري المفعول حتى توفر السلطات المحلية وقادة المجتمع ضمانات حقيقية لسلامة المنشأة الطبية وفريق العمل.
وأكدت المنظمة التزامها بمواصلة أنشطتها في 12 محافظة يمنية أخرى، حيث تدير 12 مستشفى وتدعم أكثر من 12 مرفقاً صحياً.
وفي ختام البيان، عبرت أطباء بلا حدود عن تضامنها مع المرضى المتأثرين بقرار تعليق الأنشطة، وأكدت أنها تراقب الوضع عن كثب وتقوم بتقييم المخاطر يومياً.
كما أدان سكان محليون الاعتداءات الحوثية على المستشفى وموظفي المنظمة، مؤكدين أن هذه المنشأة قد خدمت مديرية خمر والمناطق المجاورة لها لمدة 15 عاماً.