منظور دولي: حملة ترامب على الحوثييـ.ـن مهمة ولكنها غير كافية
الأحد - 23 مارس 2025 - 02:13 ص
صوت العاصمة/خاص:
في هذا التقرير، يتناول مركز سوث24 ملخصات مترجمة لتقارير وتحليلات نشرت مؤخراً في منصات ومجلات وصحف دولية حول التطورات الأخيرة في اليمن، الشرق الأوسط والعالم. تسلط هذه التحليلات الضوء على الدور الروسي المتزايد في دعم الحوثيين، والتصعيد الأمريكي في مواجهة الجماعة. واستراتيجية واشنطن الجديدة التي تهدف إلى تحجيم الحوثيين تمامًا وليس مجرد كبحهم، والسيناريوهات المحتملة لتراجع التهديد الحوثي بعد استهداف قادتهم.
علاوة على ذلك، تتناول التحليلات الضربات العسكرية الأمريكية ومدى فعاليتها في تغيير المعادلة على الأرض، إضافة إلى مقترحات لاستراتيجية أمريكية شاملة تجاه اليمن تتجاوز المواجهة العسكرية المباشرة.
التفاصيل..
روسيا ساهمت في توسع تهديد الحوثيين
قال تحليل نشره "المجلس الأطلسي" للكاتبة "فاطمة أبو الأسرار" إن "تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية جاء بعد سنوات من الدبلوماسية غير المثمرة التي منحت الحوثيين شرعية تفاوضية استغلوها لتعزيز تحالفهم مع إيران وتوسيع تهديدهم في البحر الأحمر وإسرائيل."
وأضاف التحليل أن "هذا التوسع ما كان ليحدث دون دعم روسيا، التي أصبحت شريكًا رئيسيًا للحوثيين في التسلح والتخطيط العسكري. كما أن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، هو إحدى الشخصيات البارزة في هذا التحالف الذي عزز علاقاته بموسكو تحت ستار الوساطة في النزاع اليمني."
واعتبر التحليل أن "دعم روسيا للحوثيين لم يعد مجرد مصلحة مؤقتة، بل أصبح جزءًا من تحالف عسكري مدروس. حيث أن العقوبات الأمريكية تشمل قيادات حوثية متورطة في تهريب الأسلحة، مما يكشف شبكة إمداد غير قانونية تربط صنعاء بطهران وموسكو."
لافتًا إلى أن "الحوثيين انتقلوا من كونهم مجرد وكيل إيراني إلى أداة روسية تستخدمها موسكو في صراعها مع الغرب، مستغلة إياهم كورقة ضغط. حيث برزت تقارير عن عمل الاستخبارات العسكرية الروسية في صنعاء تحت ستار المساعدات الإنسانية، إلى جانب تورط تاجر الأسلحة فيكتور بوت في تسليح الحوثيين."
وأوضح التحليل أن "هذه العلاقة تطورت من مجرد تبادل تكتيكي إلى تعاون عسكري مباشر، حيث يُعتقد أن الكرملين يساعد الحوثيين في تطوير أنظمة تتبع البيانات التي تعزز قدرتهم على استهداف السفن في البحر الأحمر. كما يُجند الحوثيون يمنيين للقتال في أوكرانيا لصالح روسيا."
مشيراً إلى أن "الحوثيين المسؤولين عن هذه العمليات هم نفسهم الذين ظهروا سابقًا في مفاوضات اتفاق ستوكهولم 2018، مما يكشف عن ازدواجية الحوثيين واستغلالهم للعملية الدبلوماسية لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية."
وأردف التحليل أن "الحوثيين يستهدفون السفن الغربية بينما يضمنون مرور السفن الروسية والصينية بسلام، في تنسيق واضح مع موسكو وبكين لإعادة تشكيل النفوذ في البحر الأحمر."
وخلُص التحليل إلى أن "قرار التصنيف جاء متأخرًا، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن ستتخذ خطوات أكثر فاعلية لكبح النفوذ الإيراني-الروسي في اليمن أم ستكرر أخطاء الماضي."
حملة ترامب على الحوثيين مهمة ولكنها غير كافية
قال تحليل نشره "المجلس الأطلسي" إن "حملة الضربات الأخيرة على الحوثيين، والتي وصفها ترامب بأنها "حازمة وقوية"، تشير إلى توجه أمريكي واضح في الشرق الأوسط."
وأضاف التحليل أن "استهداف القيادة الحوثية ومنشآت إنتاج الأسلحة يُظهر تغييراً مهماً في السياسة الأمريكية تجاه الجماعة. كما يجب أن يكون الهدف النهائي لهذه الحملة إسقاط نظام الحوثيين، مما سيحد من نفوذ إيران في المنطقة."
معتبراً أن "الضربات الأخيرة قد تكون نتيجة شهور من العمل الاستخباراتي الدقيق، ومن المرجح أن تتبعها عمليات أخرى إذا كان الهدف هو وقف هجمات الحوثيين على الشحن الدولي والمصالح الأمريكية. لكن حتى الآن الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية لردع الحوثيين، حيث استفادوا من التكتيكات الحربية غير المتكافئة، والدعم العسكري المستمر من إيران."
ولفت التحليل إلى أن "الحل يتطلب تحالفاً دولياً أوسع يشمل الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، وإسرائيل، والتحالف العربي بقيادة السعودية، مع التركيز على تجفيف الدعم الإيراني للحوثيين. وهذا النهج يحمل خطر تصعيد المواجهة المباشرة بين واشنطن وطهران.""
وأضاف أنه "للحصول على نتائج فعالة، ستحتاج الولايات المتحدة إلى توظيف موارد إضافية، مثل الانخراط الدبلوماسي مع روسيا والصين لمنع إمداد الحوثيين بالأسلحة، وتعزيز الوجود البحري لقطع طرق الإمداد."
موضحًا أن "الالتزام الأمريكي بهذه التدابير، أكثر من مجرد الضربات الجوية، هو ما سيرسل رسالة جادة إلى طهران والمنطقة."
وأشار التحليل إلى أنه "من المحتمل أن يرد الحوثيون على الضربات الأخيرة عبر شن هجوم على المجموعة القتالية لحاملة الطائرات ترومان في البحر الأحمر، استهداف القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، مواصلة الهجمات البرية في مأرب، آخر معقل للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في شمال اليمن، وشن هجمات على السعودية في محاولة لإجبار الحكومة في الرياض على اتخاذ موقف ضعيف قبل مفاوضات السلام المحتملة."
وخلُص التحليل إلى أن "الحوثيين أثبتوا قدرتهم على امتصاص الضربات والتكيف. حيث لا يمكن إنهاء هجماتهم إلا باستهداف قيادتهم وبنيتهم العسكرية بالكامل. وإذا لم تستعد إدارة ترامب للمضي قدماً في حملة طويلة، فلن يكون للضربات الجوية تأثير كبير."
الولايات المتحدة تريد إسكات الحوثيين تمامًا وليس كبح جماحهم فقط
قال تحليل نشرته صحيفة "ستريتس تايمز" إن "واشنطن تهدف من خلال ضرباتها الأخيرة على اليمن إلى إسكات الحوثيين تماماً، وليس مجرد كبح جماح الميليشيا كما حاولت ذلك سابقًا."
وأضاف التحليل أن "ما لا جدال فيه هو خطورة المواجهة الحالية بين الحوثيين في اليمن والولايات المتحدة، والتي من المرجح أن تصبح أكثر عنفاً. حيث يتعلق الأمر ليس فقط بحرية الملاحة الدولية، التي يهددها الحوثيون، بل أيضاً بالمواجهة الأوسع بين الولايات المتحدة وإيران، والتي قد تحدد الترتيبات الأمنية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. "
وأشار التحليل إلى أن "الهدف الحقيقي لترامب هو إيران، التي تُعتبر على نطاق واسع الداعم العسكري الرئيسي للحوثيين. حيث حذّر ترامب إيران من تهديد الشعب الأمريكي أو رئيسه أو ممرات الشحن العالمية، بقوله "احذروا، لأن أمريكا ستحمّلكم المسؤولية، ولن نكون لطفاء معكم!".
معتبراً أن "إيران لا تقتصر على تزويد الحوثيين بالأسلحة فحسب، بل تعد جزءاً أساسياً من عملياتهم العسكرية. حيث يستخدم الحوثيون صواريخ إيرانية الصنع، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى أصابت إسرائيل، وغالباً ما يتم توجيهها نحو أهدافها بمساعدة سفن استخباراتية إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني."
لافتًا إلى أن "إدارة ترامب تسعى الآن إلى معالجة هذه المشكلة من جذورها عبر إجبار إيران على وقف دعمها للحوثيين."
وأوضح التحليل أن "ذلك يأتي في وقت مناسب. بعد ضعف حماس وحزب الله والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وبذلك، أصبح الحوثيون الوكيل الإيراني الوحيد الذي لا يزال يعمل بشكل فاعل."
وأردف التحليل أن "أمريكا أكدت أنها لا تعتزم شن هجوم عسكري على إيران. لكن إدارة ترامب مصممة على القضاء على آخر حليف إقليمي لطهران كجزء من هدف أوسع يتمثل في تقليص نفوذ إيران في المنطقة."
وخلُص التحليل إلى أن "المواجهة الحالية مرشحة للتصعيد، إذ يبدو أن ترامب عازم على تحقيق النصر في أول مواجهة عسكرية خلال ولايته الرئاسية الثانية. حيث ستجد الولايات المتحدة وإيران نفسيهما في مواجهة مباشرة."
استهداف قادة الحوثيين قد يؤدي إلى تراجع تهديداتهم
قال تحليل نشرته مجلة "فورن بوليسي" للكاتب "دانييل شابيرو" إن "الضربات الجوية التي استهدفت فيها إدارة ترامب قادة الحوثيين ولأول مرة بشكل صريح كانت مبررة، لكن الجزء الأصعب ربما لا يزال قادمًا."
وأضاف التحليل أن "عبدالملك الحوثي يرى نفسه كقائد إقليمي صاعد، وليس مجرد وكيل لإيران. لذلك، فإن القضاء عليه وعلى كبار مساعديه قد يؤدي إلى تراجع التهديد الحوثي."
وأشار التحليل إلى أن "تحقيق هذا الهدف ليس بالأمر السهل، خاصة في بيئة وعرة ومعزولة مثل اليمن. حيث يتخذ قادة الحوثيين احتياطات أمنية مشددة، ويعملون تحت الأرض ووسط التجمعات السكانية، ويحمون أنفسهم بأنظمة دفاع جوي متطورة تمكنت من إسقاط طائرات أمريكية مسيّرة."
موضحًا أن "استهدافهم المستمر يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة وتعاونًا مكثفًا من الشركاء الإقليميين. ويبدو أن الصورة الاستخباراتية قد تحسنت بما يكفي لاستهداف القادة الحوثيين."
معتبراً أن "هذه الحملة يجب أن تكون مستدامة مع الحرص على تقليل الخسائر المدنية إلى أقصى حد ممكن."
ولفت التحليل إلى أن "إدارة ترامب تعهدت بشن حملة لا هوادة فيها حتى يتوقف الحوثيون عن هجماتهم، لكنها ستواجه تحديات عديدة، منها:
1. مرونة الحوثيين وتحملهم العالي للضربات.
2. إمكانية تصعيد الحوثيين هجماتهم ضد الدول العربية المتحالفة مع واشنطن، مثل السعودية والإمارات والبحرين، مما قد يؤثر على مستوى الدعم الذي تقدمه هذه الدول للعمليات الأمريكية.
3. التوازن الاستراتيجي الأمريكي بين الشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
4. استمرار دعم إيران للحوثيين، مما يستوجب فرض عقوبات صارمة عليها.
مضيفًا أن "الحل العسكري وحده لا يكفي، وهناك حاجة إلى أدوات أخرى، مثل اعتراض شحنات الأسلحة القادمة إليهم وتشديد عمليات التفتيش الأممية في ميناء الحديدة."
الولايات المتحدة بحاجة إلى سياسة شاملة تجاه اليمن
قال تحليل نشره "المجلس الأطلسي" إن "الولايات المتحدة تحتاج إلى سياسة شاملة تجاه اليمن، وليس مجرد سياسة معادية للحوثيين."
وأضاف التحليل أنه "يجب على واشنطن بالتعاون مع الحكومة اليمنية وشركائها الخليجيين، تبني استراتيجية تضعف الحوثيين، وتحد من نفوذ إيران، وتساهم في استقرار اليمن. حتى لو بدا ذلك مناقضًا لتعهدات تقليل التدخلات الخارجية، لكنه في الواقع يصب في مصلحة أمريكا أولًا."
مشيراً إلى أنه "نظرًا للتهديد الذي لا يزال الحوثيون يشكلونه على المنطقة، تسعى الولايات المتحدة إلى إضعاف الجماعة المسلحة. ولكن لتحقيق هذا الهدف بنجاح، تحتاج واشنطن إلى استراتيجية تأخذ في الاعتبار الوضع داخل اليمن، وليس فقط من منظور الحوثيين."
موضحًا أن "اعتماد استراتيجية شاملة تجاه اليمن هو السبيل الأفضل والوحيد على المدى المتوسط والطويل لتجنب إلحاق المزيد من الأذى بالشعب اليمني، مع إضعاف قبضة الحوثيين على السلطة وردعهم عن ممارسة العدوان الإقليمي."
ولفت التحليل إلى أنه "ينبغي على الولايات المتحدة أن تعمل مع السعودية والإمارات لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وإضعاف الحوثيين لدفعهم إلى السعي نحو السلام مع خصومهم الداخليين. فلن يتراجع الحوثيون عن عدوانهم في المنطقة طالما ظلّ خصومهم المحليون ضعفاء ومُشتّتين."
معتبراً أن "تبني واشنطن لسياسة يمنية ذات أهداف سياسية واضحة، والاستفادة من نفوذ السعودية والإمارات، هو السبيل الأمثل لضمان الاستقرار في اليمن وحماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط عبر الحد من قدرة الحوثيين على تهديد المنطقة والتجارة البحرية."
نقلاً عن سوث24